نص كان الكتاب مفتوحا
"إليك ما كنت تحلم فيه. اللاشيء وقد استولى على حياتك. لقد اختزلها على هيئة حلزون يمشي المتر الأخير من حياته، محمولاً على خطى وصيته". كان حلماً فلوبيرياً، وصدّقته، بل ونسجتُ من سطوره بيتاً للعنكبوت الذي سيّج بخيوط بيته حياتي. سأعترف بأنني لم أجد التعريف المناسب لما كنت أسعى إليه. فـ"اللاشي" كان يقع خارج كل ما كنت أقبض عليه. كان عليَّ أن استخرجه من الرمل، لكن من غير أن يكون حصاة. من الماء من غير أن يكون كائناً بحرياً. لكي يكون اللاشيء موجوداً، عليه أن يتخلى عن ذريعة وجوده، زمنه الذي يمشي بدقيقتين من الرخام، مكانه الذي يضع حجراً من الدمع على حجر من الصمت ليسند ظهره عليهما ويضحك في مواجهة المجرّات. سأكون على خطأ لو قلت لك أن ذلك اللاشيء كان قد خذلني في السباق. لم يكن حصاني اميراً لكي يلتهم حشائش من ماس أخضر. كان هواؤه حراً مثل ذيله، وكان يسبق الحقول إلى زقزقة عصافيرها. "هل مشطتَ أسنانك بالنسيم، بحيث صار صفيركَ ينثني مثل جناحي حمامة؟".
لا بأس أن أخبركَ بأني رأيتُ ذات مرة طرفاً من الله. لن تصدّق. أنا مثلكَ لن أصدّق لو أخبرني أحدهم الحكاية نفسها. غير أن ما أخبرتكَ به كان قد وقع لي فعلاً. يومها أخبرتُ رسّاماً صديقاً بما حدث، فسألني: "هل في إمكانك أن تصفه؟". لقد فاجأني سؤاله غير أنني أجبتُه بطريقة إلهامية: "لو كان في إمكاني أن أصفه لما صدّقتُ أنه الله". يومها كنت أفكر في الآية القرانية، "ليس كمثله شيء"، وهو الذي لا يُرى ولا يُسمع ولا يُلمس ولا يمكن التناغم معه. لا يزال في إمكاني أن أقول إن طرفاً منه مرّ من أمامي فيما كنت أصلّي. ولكن إذا كان الله لا يُرى ولا يُسمع ولا يُلمس فهل استطعتُ الإمساك به عن طريق حاسة الشم؟ لم أقل إنني أمسكتُ به. كنت قد رأيتُ طرفاً منه. ستسألني عن الزمن الذي استغرقته تلك الواقعة. أقلّ من ثانية. أكثر من سنة. لم يكن زمناً أرضياً ليُقاس. كنت حينها قد اجتزتُ الحافة فلم أقع، بل مشيتُ في الهواء ولم أكن خائفاً من أن أقع. على الكلمة، أضع قدمي فتنزلق حروفها ليّنةً كما لو أنها وسائد ملئت بالحرير. على ورقة بيضاء كنت أكتب. اليد التي تكتبني هي نفسها اليد التي تمحوني. لم يكن الزمن يابساً ليُحسب، ولم يكن المكان صلباً ليُقام. بين مطبّين هوائيين كان صوتي يرسم خطوط قوس قزحه المائية.
حينها شعرتُ بقيمة أن لا يكون هناك معنى. أن أكون أنا المعنى. المعنى العبثي لوجود تترفق به الهشاشة. حلية تتفتت ونبرة صوت تقع مثل قطرة مطر على السقف. هل حدث ذلك كلّه فيما كان الفلاح ينام على كومة قش، حالماً بسرير من زعفران؟ هناك حديث هو مجموعة متلاحقة من الوشوشات يضرب بيديه على جلدة الطبل. الحديث السابق للصمت، اللاحق به، الذي يفتح صفحة لتتقدمه، وصفحة أخرى لتلوّح له. وهو الحديث اليومي الذي نجلس على المصطبة الخشبية الرطبة من أجل أن نستأنفه. نفتح أقواساً ليملأها الهواء ثم نغلقها كما لو أن الأكياس صارت تضيق بالكلمات. سأعود في يومٍ ثانٍ لالتقط جملة كانت قد سقطت واندسّت بين الأعشاب.
كنا ضالّين في حديقة من عنب آشوري. كانت جملنا تتبعنا مثل خراف مسكونة بالنغم. "ألا تتسع موسيقى خطانا لأناشيد الغيم؟"، تسألني. لنقسم الرغيف الذي لم يكن سوى قمر مأهول بالتراتيل نصفين. ليست الكنيسة القوطية الحمراء بعيدة وأنا أسقط على سلالم البيانو. نقرة تهبط بي إلى بئر يوسف وأخرى تسري بي إلى السماء السابعة. لن أحدّثكَ عن غيابي. كان ممتعاً أن نكون معاً. نجلس وحيدين في المقهى كما لو أنا لم نكن المسافر وحقيبته، الخضر وصبيّه، هادوريان وعشيقه. "هبني شيئاً من إنسيتك لكي أكون إنسانا"، قلتُ لكَ في لحظة شغف. كانت المياه تجري من حولنا كما لم تفعل من قبل. من تحتنا ماء ومن فوقنا ماء. قلتَ لي مبتسماً، لكن بحزن: "سأقبل أن أكون قربانك لو أعفيتني من القيام بذلك". كنا في جزيرة، شعر حورياتها يلهم الذهب لمعانه. أنتَ العاشق المعشوق كما تركته أمّه في سلة، ألقتها في نهر الأردن. صرت أروي لك حكاية صديقتي التي قدمت من مكة لتمدّ أصابعها إلى نسيج الحكاية التي بدأت فصولها في الناصرة، ولما تنتهي بعد. أضع على لساني قطرة الخمر الأخيرة من أجل أن تشقى شجرة العنب بلعثمتي. شجرة حرة بلساني، لا بلسانها الأخضر الذي يعوي بلغة ذئب. كاد اللاشيء أن يقع ذات مرة بين يدي حين رأيتُ امرأة وهي تخرج من بين أجمة أشجار. قلت: "اكتملت الحكاية وهي تمشي بقدمين ناعمتين على خيط وهمي". يومها كانت نيويورك تدير ظهرها لأضرحة القبور التي كانت تعكس أقدام المارّين مثل مرايا. هي ذي ليلى تقفز من الحكاية بقبّعتها الحمراء إلى حقل التفاح. كان الكتاب مفتوحاً على سطر طويل واحد. سطر لا ينتهي، من غير أن يكرر كلمة واحدة من كلماته. فلكي تقرأ لا تحتاج إلى تقليب أوراق ذلك الكتاب. لا تحتاج سوى أن تغمض عينيكَ على رسوم الحروف وتنام. لن تنام لكي تستيقظ. لن يكتسب نومكَ هذا قيمته من اليقظة التي تلحق به بل من غبطته وهو يقاوم اليقظة. لعبة تعلّمتها ليلى وهي تضع قدمها على السطر لتمحو أثر الكتاب. ولأني كنت سعيداً بها، بحظي الذي صار يتنقل بين عقربَي الساعة التي كانت تضعها على معصمها، مرّت المرأة قريبا مني ولم أكلمها. كنتُ نائماً واخترقتني وهي نائمة.
كان النوم قد بنى لنا عريشة على شاطئ البحر وكان هناك طفل يبكي. كدت أصرخ من فرح: "أهذا هو طفلنا الضائع؟". غير أن المرأة كانت قد اختفت فيما كانت قطرة الخمر الأخيرة لا تزال تضرب لساني بمنقار عصفورها. لقد هدأتُ وهدأ الكون من حولي وكان عليَّ أن أجرّ السحابة من مكانها فوق البيوت لأضعها فوق الحقل لتبهج الفلاحين. أُمِرّ أصبعي على اللوح الزجاجي فيستعيد الكون توازنه. تلك المرأة الخارجة من الحكاية بنورها كانت قد أهدت إليَّ الفكرة التي تناسب حقيقتي: كنت وهماً أخضر مثل باقات النعناع التي كنت أذهب إلى باب توما بدمشق من أجل أن أضمّها إلى قلبي. سيقال "إنك تنسى". كانت الكرادة تستلقي على النهر مثل امرأة مانيه وهي تقيم غداءها على العشب. كنت تمشي أمتاراً في بعقوبة لتحصد فاكهة تنتجها كيلومترات من الجنة. كان عطر امرأة واحدة في شارع النهر يختزل ما تطلقه مئات من أجساد الحوريات من روائح محلقة، وأصدّق أن ذلك كلّه كان قد حدث قبل النوم. قبل أن ينام الكتاب على سرير سطر واحد، كانت ليلى تجرّه وراءها مثل فيل مشبع بالبراءة.
لم أكن يومها قد اهتديتُ إلى معجزتي التي لن تمدّ لي عصا الانقاذ. ربما لأن الاسمنت كان قد سمّم حياتي بمساحيقه. لو أن الفتى خرسانة مسلحة، قالب حجري صامت. كنت مقفلاً على حلم أنتجته اليقظة. هناك وطن يصلح للنوم. هناك العائلة التي يحرس أفرادها سياج البيت. هناك المدرسة التي يشكل ألف بائها المجموعة الشمسية. وما إن أخرجتُ قدماً واحدة خارج الدائرة التي كنت حبيسها حتى تبيّن لي أنني كنت أكذب على نفسي. كنت في حقيقتي كائناً مختبرياً، ملأته تجارب قرون متلاحقة بمعادلات كيميائية كان النصيب الأكبر منها لأول أوكسيد الكربون. كنت تمثالاً من سخام تتسلقه الريح لتبكي. كنت أود أن أسأل المرأة التي خُيِّل إليَّ أنها ليلى وقد كبرت: "أبهذا الوجه القبيح سأقابل ربي؟". سأضع على وجهي قناعاً لأقول "أنا اللاشيء". سأخيفها كما لو أنني الذئب المؤجل وأضحك من الفكرة التي تعفيني من أخطائي. كان المواطنون في بلادي يظنون أنهم يستعيدون شيئاً من فحولتهم وهم يلحسون خصيتي الحاكم، فيما كانت البلاد تفقد في استمرار شيئاً من أنوثتها. كنا أوغاداً على هيئة ذكور وحشية انطلقت في لحظة طيش، باحثة عن فرائسها. هل سيكون عليَّ أن أبحث عن اللاشيء الذي حلمتُ في الكتابة عنه في حطام الأشياء التي انتهيتُ إليها؟
لا بأس أن أخبركَ بأني رأيتُ ذات مرة طرفاً من الله. لن تصدّق. أنا مثلكَ لن أصدّق لو أخبرني أحدهم الحكاية نفسها. غير أن ما أخبرتكَ به كان قد وقع لي فعلاً. يومها أخبرتُ رسّاماً صديقاً بما حدث، فسألني: "هل في إمكانك أن تصفه؟". لقد فاجأني سؤاله غير أنني أجبتُه بطريقة إلهامية: "لو كان في إمكاني أن أصفه لما صدّقتُ أنه الله". يومها كنت أفكر في الآية القرانية، "ليس كمثله شيء"، وهو الذي لا يُرى ولا يُسمع ولا يُلمس ولا يمكن التناغم معه. لا يزال في إمكاني أن أقول إن طرفاً منه مرّ من أمامي فيما كنت أصلّي. ولكن إذا كان الله لا يُرى ولا يُسمع ولا يُلمس فهل استطعتُ الإمساك به عن طريق حاسة الشم؟ لم أقل إنني أمسكتُ به. كنت قد رأيتُ طرفاً منه. ستسألني عن الزمن الذي استغرقته تلك الواقعة. أقلّ من ثانية. أكثر من سنة. لم يكن زمناً أرضياً ليُقاس. كنت حينها قد اجتزتُ الحافة فلم أقع، بل مشيتُ في الهواء ولم أكن خائفاً من أن أقع. على الكلمة، أضع قدمي فتنزلق حروفها ليّنةً كما لو أنها وسائد ملئت بالحرير. على ورقة بيضاء كنت أكتب. اليد التي تكتبني هي نفسها اليد التي تمحوني. لم يكن الزمن يابساً ليُحسب، ولم يكن المكان صلباً ليُقام. بين مطبّين هوائيين كان صوتي يرسم خطوط قوس قزحه المائية.
حينها شعرتُ بقيمة أن لا يكون هناك معنى. أن أكون أنا المعنى. المعنى العبثي لوجود تترفق به الهشاشة. حلية تتفتت ونبرة صوت تقع مثل قطرة مطر على السقف. هل حدث ذلك كلّه فيما كان الفلاح ينام على كومة قش، حالماً بسرير من زعفران؟ هناك حديث هو مجموعة متلاحقة من الوشوشات يضرب بيديه على جلدة الطبل. الحديث السابق للصمت، اللاحق به، الذي يفتح صفحة لتتقدمه، وصفحة أخرى لتلوّح له. وهو الحديث اليومي الذي نجلس على المصطبة الخشبية الرطبة من أجل أن نستأنفه. نفتح أقواساً ليملأها الهواء ثم نغلقها كما لو أن الأكياس صارت تضيق بالكلمات. سأعود في يومٍ ثانٍ لالتقط جملة كانت قد سقطت واندسّت بين الأعشاب.
كنا ضالّين في حديقة من عنب آشوري. كانت جملنا تتبعنا مثل خراف مسكونة بالنغم. "ألا تتسع موسيقى خطانا لأناشيد الغيم؟"، تسألني. لنقسم الرغيف الذي لم يكن سوى قمر مأهول بالتراتيل نصفين. ليست الكنيسة القوطية الحمراء بعيدة وأنا أسقط على سلالم البيانو. نقرة تهبط بي إلى بئر يوسف وأخرى تسري بي إلى السماء السابعة. لن أحدّثكَ عن غيابي. كان ممتعاً أن نكون معاً. نجلس وحيدين في المقهى كما لو أنا لم نكن المسافر وحقيبته، الخضر وصبيّه، هادوريان وعشيقه. "هبني شيئاً من إنسيتك لكي أكون إنسانا"، قلتُ لكَ في لحظة شغف. كانت المياه تجري من حولنا كما لم تفعل من قبل. من تحتنا ماء ومن فوقنا ماء. قلتَ لي مبتسماً، لكن بحزن: "سأقبل أن أكون قربانك لو أعفيتني من القيام بذلك". كنا في جزيرة، شعر حورياتها يلهم الذهب لمعانه. أنتَ العاشق المعشوق كما تركته أمّه في سلة، ألقتها في نهر الأردن. صرت أروي لك حكاية صديقتي التي قدمت من مكة لتمدّ أصابعها إلى نسيج الحكاية التي بدأت فصولها في الناصرة، ولما تنتهي بعد. أضع على لساني قطرة الخمر الأخيرة من أجل أن تشقى شجرة العنب بلعثمتي. شجرة حرة بلساني، لا بلسانها الأخضر الذي يعوي بلغة ذئب. كاد اللاشيء أن يقع ذات مرة بين يدي حين رأيتُ امرأة وهي تخرج من بين أجمة أشجار. قلت: "اكتملت الحكاية وهي تمشي بقدمين ناعمتين على خيط وهمي". يومها كانت نيويورك تدير ظهرها لأضرحة القبور التي كانت تعكس أقدام المارّين مثل مرايا. هي ذي ليلى تقفز من الحكاية بقبّعتها الحمراء إلى حقل التفاح. كان الكتاب مفتوحاً على سطر طويل واحد. سطر لا ينتهي، من غير أن يكرر كلمة واحدة من كلماته. فلكي تقرأ لا تحتاج إلى تقليب أوراق ذلك الكتاب. لا تحتاج سوى أن تغمض عينيكَ على رسوم الحروف وتنام. لن تنام لكي تستيقظ. لن يكتسب نومكَ هذا قيمته من اليقظة التي تلحق به بل من غبطته وهو يقاوم اليقظة. لعبة تعلّمتها ليلى وهي تضع قدمها على السطر لتمحو أثر الكتاب. ولأني كنت سعيداً بها، بحظي الذي صار يتنقل بين عقربَي الساعة التي كانت تضعها على معصمها، مرّت المرأة قريبا مني ولم أكلمها. كنتُ نائماً واخترقتني وهي نائمة.
كان النوم قد بنى لنا عريشة على شاطئ البحر وكان هناك طفل يبكي. كدت أصرخ من فرح: "أهذا هو طفلنا الضائع؟". غير أن المرأة كانت قد اختفت فيما كانت قطرة الخمر الأخيرة لا تزال تضرب لساني بمنقار عصفورها. لقد هدأتُ وهدأ الكون من حولي وكان عليَّ أن أجرّ السحابة من مكانها فوق البيوت لأضعها فوق الحقل لتبهج الفلاحين. أُمِرّ أصبعي على اللوح الزجاجي فيستعيد الكون توازنه. تلك المرأة الخارجة من الحكاية بنورها كانت قد أهدت إليَّ الفكرة التي تناسب حقيقتي: كنت وهماً أخضر مثل باقات النعناع التي كنت أذهب إلى باب توما بدمشق من أجل أن أضمّها إلى قلبي. سيقال "إنك تنسى". كانت الكرادة تستلقي على النهر مثل امرأة مانيه وهي تقيم غداءها على العشب. كنت تمشي أمتاراً في بعقوبة لتحصد فاكهة تنتجها كيلومترات من الجنة. كان عطر امرأة واحدة في شارع النهر يختزل ما تطلقه مئات من أجساد الحوريات من روائح محلقة، وأصدّق أن ذلك كلّه كان قد حدث قبل النوم. قبل أن ينام الكتاب على سرير سطر واحد، كانت ليلى تجرّه وراءها مثل فيل مشبع بالبراءة.
لم أكن يومها قد اهتديتُ إلى معجزتي التي لن تمدّ لي عصا الانقاذ. ربما لأن الاسمنت كان قد سمّم حياتي بمساحيقه. لو أن الفتى خرسانة مسلحة، قالب حجري صامت. كنت مقفلاً على حلم أنتجته اليقظة. هناك وطن يصلح للنوم. هناك العائلة التي يحرس أفرادها سياج البيت. هناك المدرسة التي يشكل ألف بائها المجموعة الشمسية. وما إن أخرجتُ قدماً واحدة خارج الدائرة التي كنت حبيسها حتى تبيّن لي أنني كنت أكذب على نفسي. كنت في حقيقتي كائناً مختبرياً، ملأته تجارب قرون متلاحقة بمعادلات كيميائية كان النصيب الأكبر منها لأول أوكسيد الكربون. كنت تمثالاً من سخام تتسلقه الريح لتبكي. كنت أود أن أسأل المرأة التي خُيِّل إليَّ أنها ليلى وقد كبرت: "أبهذا الوجه القبيح سأقابل ربي؟". سأضع على وجهي قناعاً لأقول "أنا اللاشيء". سأخيفها كما لو أنني الذئب المؤجل وأضحك من الفكرة التي تعفيني من أخطائي. كان المواطنون في بلادي يظنون أنهم يستعيدون شيئاً من فحولتهم وهم يلحسون خصيتي الحاكم، فيما كانت البلاد تفقد في استمرار شيئاً من أنوثتها. كنا أوغاداً على هيئة ذكور وحشية انطلقت في لحظة طيش، باحثة عن فرائسها. هل سيكون عليَّ أن أبحث عن اللاشيء الذي حلمتُ في الكتابة عنه في حطام الأشياء التي انتهيتُ إليها؟
تعليقات
إرسال تعليق